نعم نحن نستطيع أن نغير العالم إذا تغيرنا من الداخل،
نستطيع أن نؤثر على من حولنا في بيئتنا و مجتمعنا و أمتنا و الكون من حولنا،
نحن نستطيع أن نحيا حياة أسعد، يمكننا أن نجتاز كل الصعاب و نتغلب على كل المعوقات،
ما المانع أن نجمل ما لا يعجبنا و أن نصلح كل فاسد و أن نقوِّم كل معوج ؟ كيف ذلك ؟؟؟؟
بالإيجابية
أولا : أنظر لنفسك و من حولك بإيجابية بأن تركز على ما لديك من مواهب و قدرات، بأن تعتز و تتمسك بخصالك الحميدة
ومهاراتك العقلية والاجتماعية واللفظية والبدنية أيضا،
كذلك عند تقييمك للناس ووصفك لهم ركز أيضا على مهاراتهم و مزاياهم
لأنك إن فعلت العكس فإنك بكل تأكيد ستكره كل من حولك
و سترى أن المجتمع فاسد و الأمة لا أمل في نهضتها وأن الناس كلهم ذئاب
.........
لذلك كن كالنحل يقع على أجمل الزهر
و لا تكن كالذباب لا يرى و لا يقع إلا على المستقذر.
بإيجابية انظر إلي قضاء الله بعين الرضا
و اعلم انه كله خير واعلم أنه يبتليك لترضى ويعينك لتصبر
ثم تكون العاقبة فوز وفلاح و أجر عظيم،
بإيجابية انظر لكل ما يجري حولك
وابحث عن حكمة المدبر الحكيم
و تحسس لطفه في قضائه وتلمس ما ينزل مع المحن من المنح
و ما يصاحب الكربات من الرحمات و البركات.
لو تفكرنا كيف للنبي صلى الله عليه و سلم أن يدعو لقومه بالهداية في أصعب المواقف،
كان يدعو ( اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون ) رواه البيهقي
كان يرى فيهم بعض الإيجابيات التي تجعله يتمسك بالأمل في هدايتهم،
كان إيجابيا فلم يفقد الأمل في أن يهديهم الله لدينه بعد أكثر من عشرين عاما من الدعوة.
ثانيا : تغيَّر بإيجابية
نعم فأنت حينما تنظر لنفسك نظرة إيجابية ستحب نفسك و تتقبلها كما هي،
عندئذ عليك أن تبحث عن ما يزينها من أخلاق و طباع فتتمسك بها وتطورها،
و تنتقد بحيادية كل عيوبك و سلبياتك و تتخلى عنها بقوة و بعزم شديد،
هذا هو تأثير الإيجابية وهكذا يكون تصرف المسلم الإيجابي
بهذه الطريقة وبهذه الروح تخلى الشاب عن رغبته في الزنا
بعدما أقنعه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه فعل مشين لا يرضاه لأهله
و بهذه الروح القى الصحابي خاتم الذهب من يده عندما علم بحرمته
إنها الايجابية التي جعلت آلاف المدمنين والمدخنين
يقلعون وبسرعة عجيبة تذهل الأطباء أنفسهم
بالإيجابية تتحول المعاصي إلي طاعات و الذنوب إلي حسنات
و العاق إلي بار والعصبي إلى حليم،
نعم بالإيجابية تتولد العزيمة التي تجعلك تقهر كل غريزة و طبع ذميم و كل عادة سيئة
( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) يوسف 87
ابدأ --- كن الأول نعم كن الأول في الأعمال الصالحة و في كل نجاح،
كن سباقا إلي كل خير لا تنتظر أحدا لتسير خلفه
ولتكن دائما في المقدمة
يقول تعالى
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾
أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴿١١﴾ ) الواقعة ،
ويقول أيضا
(وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿٢٦﴾) المطففين. يجب أن يكون المسلم إيجابيا مع كل ما حوله لا يتخلى عن مسئوليته
التي تمتد لتشمل كل ما يمكن أن يغيره للأفضل
و تشمل كل ما يمكن التواصل معه حتى الحيوان و الجماد ,
ألم يوصي النبي صلي الله عليه وسلم صاحب الجمل أن يرفق به و ان يطعمه
عندما شكا له الجمل من العمل الشاق و قلة الطعام
رغم أنه لم يبعث ليكلم الجمال و يوصي بها ولكن يعلم جيدا أنه بعث رحمة للعالم
فشعر بمسئوليته عن العالم فوصى خيرا حتي بالشجر
وصى حتى بأعدائه ومن لم يدخل دينه ومن لم يستجب لدعوته
لأنه لا يفقد الأمل في هداية الناس،
هكذا يجب أن يكون المسلم كالغيث أينما حل نفع
في أي مجتمع يعيش فيه يجب أن يدعو إلى الله أن يكون نموذجا وقدوة،
أن ينشر أخلاق الإسلام السمحة،
أن يفيد من حوله و يعمل لإصلاحهم و مساعدتهم على النجاح والتقدم،
هذا هو جوهر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي يعد أصلا من أصول الإسلام. من هنا يبدأ تغيير العالم من الإلتزام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،
فهذا الالتزام و هذا الواجب جعل الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ) آل عمران 110 و لكن لماذا تكون هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس
لأن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو عامل الإصلاح الذاتي
هو نوع من رقابة كل فرد في المجتمع على نفسه و على المجتمع ,
إن هذه الآلية تكفل للمجتمع ان ينقد نفسه و ينقد حكامه،
فلا يصح أن يتخلى أحد عن هذا الواجب بحجة أن هناك غيره قد يقوم بهذه الدور.
إن الشخص المسلم الحق الذي يتحلى بالايجابية عليه أن يتدخل في كل موقف فيه خطأ ما
و يجب أن يتكلم ليبين الحق في كل مسألة شهدها أو له بها علم
يجب عليه أن يساعد كل إنسان يستطيع أن يقدم له يد العون
و مهما كانت الظروف او المعوقات التي تحول بينه و بين الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر
عليه أن يغير بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه،
أما أن يكون سلبيا بالمرة و يغمض عينيه عن المنكر و الباطل
ويدير ظهره لمن يحتاج مساعدته فهذا لا ينبغي لمسلم أبدا.
وإذا قال قائل أن الإنكار بالقلب كعدمه
قلنا له لا أبدا والله
فإن نبينا لا ينطق عن الهوى
فإن شهداء كلمة الحق و شهداء الحرية و الكرامة ظلوا سنوات طويلة
مكبلي الأيدي مكممي الأفواه ينكرون بقلوبهم الظلم والفساد والباطل
حتى تفجرت ثورتهم
فتحررت ألسنتهم و تحركت أيديهم وأرجلهم
فلم يستطع شيء أن يصمد أمامهم أو يصدهم
و لا حتى الحديد و النار.
أخي المسلم كن إيجابيا و اعرف الحق وبادر باتباعه والدفاع عنه
يكن ذراعك أقوى من الدبابات والمدرعات
واصرخ بكلمة الحق يبلغ صوتك الآفاق
و يسمعك العالم كله وينصت إليك مبهورا .ويوما ما يتغير العالم ويتبعك إذا كنت إيجابيا