اغلى قلوب
هذا الموضوع عجبني جدا حبيت اني انقله بالحرف لان ماعندي اي اضافة عليه بجد الكلام الي فيه بيمس مجتمعنا العربي
و القضية شائكة ياريت نتكلم بكل صراحة ووظوح عن هذه الظاهرة
للأسف أصبحت الحياة الزوجية لدى الكثيرين أشبه بكارت الشحن .. ما أن ينفذ
رصيدها من الحب والمودة والتفاهم وما إلى ذلك من أسباب الزواج .. إلا وتبدأ
رسائل الاستغاثة "عفوًا لقد نفذ رصيدكم .. طلقني شكرًا .. اخلعيني شكرًا"
..
لكن هل يكون هذا الرصيد دائمًا عبارة عن الحب فقط ؟!
بالطبع لا ..
فالرصيد يتنوع ما بين مال أو جمال أو سلطة ونفوذ أو شهرة أو مصلحة أو .... أو .... أو ....
وهذا
التنوع وارد في كثير من الأحيان .. لأنه للأسف مرتبط بسبب الزواج من الأصل
.. وحيث أن هناك العديد من الأسباب للزواج قد تندرج تحت ما ذكرت الآن ..
لذا فمن الطبيعي أن يختلف نوع الرصيد باختلاف أسباب الزواج من البداية ..
فالمال
والجمال والسلطة والنفوذ والمصالح وما إلى ذلك من أسباب الزواج العصري
كلها أسباب مؤقتة يمكن زوالها في لمح البصر وفجأة .. دون سابق إنذار ..
لتضع الباحث عنها من البداية أمام حقيقة مؤلمة في مواجهة مصيره مع شريك
مجرد من الأسباب التي جعلته جذابًا في البداية ..
وفي هذه اللحظة
يحين وقت الرسالة التي ذكرتها "عفوًا لقد نفذ رصيدكم .. طلقني شكرًا ..
اخلعيني شكرًا .. لأنك للأسف قد نفذ رصيدك عندي .. الرصيد الذي قبلت الزواج
بك من أجله" ..
بالرغم من أنه ما من أحد يجهل أن كل هذه الأنواع من الرصيد قابلة للزوال ولا يمكنها الخلود ..
حتى الحب .. وهو أسمى من أن أضعه بجوار الأسباب الأخرى .. إلا أنه أيضًا ينفذ ..
ينفذ
رصيد الحب بمرور الأيام طالما لم يكن حبًا حقيقيًا من البداية .. ويقفز
هربًا من أول نافذة تقابله تاركًا المجال للمشكلات المتتالية لتحل محله ..
ومع الوقت لا يبقى له أي أثر .. ويكون رصيد الحب قد نفذ تمامًا .. ودون أي
أمل في إعادة الشحن ..
حتى الحب يختفي .. ولا يتذكر أي منهما كم كان يعشق الأخر !! كم كان يقسم أنه لا يستطيع العيش بدونه !!
وتعلو الصرخات بجملة واحدة فقط "طلقني شكرًا .. اخلعيني شكرًا" ..
وغالبًا ما تكون مدة صلاحية البطاقة .. أقصد الزواج طبعًا .. لم تتعدى العام الأول ..
هل من المنطقي والمقبول أن يكون الزواج ككارت الشحن !! تنتهي قيمته بانتهاء الرصيد !!
هل من المنطقي أن يكون للحياة الزوجية رصيدًا ماديًا قابل للانتهاء كالمال وخلافه .. أو حتى معنويًا كالحب !!
للأسف
المشكلة أن النظرة الحالية للزواج اختلفت وأصبحت الغالبية العظمى من البشر
يحسبونها بالفائدة والأضرار المترتبة على هذه الخطوة ..
متناسين بقصد أو بدون أن الزواج علاقة أسمى من أن تتسم بسمات تجارية تكسوها المصالح والأطماع ..
أين المودة والرحمة من كل ذلك ؟! أين تقوى الله في أنفسنا وفي أزواجنا ؟!
هذا هو المفتاح لحل اللغز ..
عَنِ
أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله
عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها
ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ "
مُتّفَقٌ عَلَيْهِ
هذا عن المرأة .. فما بالنا بالرجل الذي هو
العنصر الأقوى في الحياة الزوجية .. والمفترض أنه هو مَنْ يدير زمان الأمور
.. ألا يجب أن تكون أولى صفاته وأهمها هي دينه وحرصه على تقوى الله في
نفسه وزوجته وأولاده ؟!
أعتقد لو فكرنا قليلاً لوجدنا أصحاب الدين والقلوب السليمة المؤمنة هم الأقرب للسعادة والأبعد عن تلك الرسالة اللعينة ..
فإن
صلح دينك صلحت حياتك .. ووجدت المال والصحة والسعادة والرضا والأولاد وكل
ما تتمنى في حياتك .. وستعرف كيف يظل رصيدك من السعادة والمودة والرحمة
دائمًا في قمته ولا ينفذ أبدًا ..
إنه ليس مجرد كلام نظري
وأحلام وردية كما سيزعم البعض .. لكن الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا إلا بكل
ما يصلح حالنا .. ولم ينهانا إلا عن كل ما يضرنا ..
فبيدك أنت أصلح حياتك واختار الرصيد الأنسب لك ..
لأن ما عند الله دومًا هو خيرًا وأبقى ..
أعرفتم الآن ما هو الرصيد الذي لا ينفذ ؟!
السؤال الآن ..
هل
تتوقع أن تصلك هذه الرسالة في يوم من الأيام .. "عفوًا لقد نفذ رصيدكم ..
طلقني شكرًا .. اخلعيني شكرًا" .. أم أن رصيدك من النوع الذي لا ينفذ أبدًا
؟؟